//
you're reading...
Uncategorized

«خارطة طريق» تركية ـ أميركية لرعاية الوضع السوري

ارتفعت وتيرة تحركات الدول الغربية مع خروج العديد من الصور والشهادات التي تبيّن حجم التعذيب والإهانة التي يتعرّض لها المتظاهرون في سوريا، في وقت طالبت منظمة المؤتمر الإسلامي بحذف جزء من نص مشروع قرار إدانة نظام الرئيس بشار الأسد في مجلس الأمن.

سوريات يعشن في الأردن يرددن هتافات ضد الرئيس بشار الأسد
شكت منظمة المؤتمر الإسلامي من مسودة قرار أوروبي يطلب من مجلس الأمن الدولي إدانة سوريا، وطالبت بحذف جزء من النص.

وصرح دبلوماسيون غربيون بأن شكوى المنظمة سلّطت الضوء على المعركة الصعبة، التي تواجهها الدول الغربية، في الوقت الذي تناضل فيه لتوحيد مجلس الأمن الدولي المنقسم على نفسه من أجل انتقاد دمشق.

وأكدت مصادر غربية لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن الولايات المتحدة وتركيا توصلتا إلى «خارطة طريق» مشتركة للتعامل مع الأزمة السورية، وأن أنقرة سوف تلعب دورًا بارزًا في هذه الخارطة.

ونقلت مصادر عن مسؤولة كبيرة في وزارة الخارجية الأميركية قولها، خلال اجتماع خُصص للبحث في السياسة الأميركية حيال سوريا: إن الموقف الأميركي «متابع بدقة وملتزم بتطور الموقف التركي بشأن سوريا، باعتبارها الدولة الأقرب، وعندها معرفة دقيقة بالوضع الداخلي السوري».

وقتل ثمانية اشخاص الجمعة بنيران قوات الامن في سوريا، التي شهد عدد من مدنها تظاهرات احتجاج في يوم “جمعة حماة الديار”، غداة توزيع مشروع قرار في مجلس الامن الدولي يدين “القمع الدموي” في سوريا.

يأتي ذلك فيما انضم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما في مطالبة الرئيس السوري بشار الأسد، بقيادة عملية تحول ديموقراطي لبلاده أو التنحّي.

كما عبّر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن حرص بلاده على “العلاقة الاستراتيجية” التي تربطها بسوريا.

وذكر رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان لوكالة فرانس برس الجمعة أن حصيلة قتلى “جمعة حماة الديار” ارتفعت إلى ثمانية أشخاص في مدن سورية عدة.

وذكر رئيس المرصد رامي عبد الرحمن ان “ثلاثة اشخاص قتلوا الجمعة عندما قام رجال الامن بتفريق تظاهرة في مدينة قطنا، شارك فيها المئات”. واورد عبد الرحمن اسماء القتلى.

كما أشار رئيس المرصد “ان ثلاثة متظاهرين على الاقل قتلوا قبيل فجر الجمعة في داعل (ريف درعا) في جنوب البلاد برصاص رجال الامن، الذين اطلقوا النار عليهم، عندما صعدوا الى اسطح الابنية لإعلاء صوت التكبير”.

وافاد شاهد عيان لوكالة فرانس برس ان “آلاف الاشخاص تظاهروا بعد منتصف الليل في داعل، وهم يهتفون بشعارات تحيي الجيش”، مشيرًا إلى أن “عناصر الجيش الموجودة لم تتدخل”.

واضاف “وبعد قليل جاءت قوات الامن وفتحت النار عشوائيًا، ما اسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص، وجرح 15 آخرين”.

كما توفي شخص في منطقة الزبداني (ريف دمشق) اثناء تفريق تظاهرة جرت في المدينة، وتوفي شخص آخر في مدينة جبلة (غرب) عندما أصابه طلق ناري، بينما كان على سطح احد الابنية، وهو يعلّي التكبير”، بحسب رئيس المرصد.

وطالب رئيس المرصد السلطات السورية بـ”السماح للمرصد والمنظمات الحقوقية السورية بتشكيل لجنة تحقيق، والذهاب الى المناطق التي شهدت سقوط القتلى للتحقق من القوائم، من اجل التوصل الى محاكمة الجناة، وتقديمهم الى محاكمة علنية”.

ولفت عبد الرحمن الى “وجود عشرات المفقودين في درعا (جنوب)، ومدن اخرى، يجرى تسليم جثامينهم الى ذويهم”.

واشار عبد الرحمن “الى قيام السلطات الامنية بحملة اعتقالات، استهدفت العشرات في غالبية المدن التي شهدت تظاهرات اليوم”.

كما اعلن رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي لوكالة فرانس برس الجمعة “وردت لنا انباء تفيد يأن قوات الامن السورية اطلقت النار في الهواء لتفريق نحو خمسة الاف متظاهر التقوا في وسط مدينة دير الزور (شرق) بعدما خرجوا من جامع العرفي ومنطقة الصالحية”.

واضاف ان “قوات الامن استخدمت القوة لتفرق مئات المتظاهرين في حي ركن الدين في دمشق وضربتهم بالهروات”.

وتابع ان “قوات الامن قامت ايضًا باستخدام القوة لتفريق مئات المتظاهرين، الذين خرجوا في منطقة صلاح الدين في مدينة حلب (شمال)” التي كانت بقيت حتى الآن نسبيًا بعيدة عن موجة الاحتجاجات.

كما اشار الناشط الى “تظاهرة في منطقة الدرباسية (شمال شرق) شارك فيها نحو 400 طفل وهم يحملون العلم السوري بطول 25 مترًا، مرددين النشيد الوطني السوري”، لافتًا الى خروج تظاهرة ايضا في مدينة القامشلي (شمال شرق) “شارك فيها الآلاف”.

كما خرجت تظاهرة مناهضة للنظام في عامودا (شمال شرق)، شارك فيها نحو 2500 شخص، بحسب ريحاوي. ويشكل الأكراد غالبية سكان هذه المدن الثلاث.

وفي حمص (وسط)، افاد شهود عيان لوكالة فرانس برس ان “تظاهرات عدة جرت في المدينة، كان اهمها في حي باب السباع، تهتف بشعارات مناهضة للنظام”.

واشار الشهود الى ان “قوات الامن فرّقت احدى التظاهرات في حي جورة الشياح، في وسط مدينة حمص، عندما ضربت المشاركين بالهراوات”. واضاف الشهود ان المتظاهرين كانوا يهتفون “يا ضباط الجيش الثوري روحوا عالقصر الجمهوري” و”يا ضباط ويا شرفاء انهجوا نهج الشهداء”.

وكان منظمو الاحتجاجات في سوريا حثوا الجيش السوري على الانضمام الى ثورة الشعب “السلمية” الجمعة التي اطلقوا عليها اسم “جمعة حماة الديار”.

ونشر المنظمون على صفحتهم الالكترونية صورة البطل القومي يوسف العظمة، كتب عليها “جمعة حماة الديار 27 ايار/مايو يوسف العظمة يناديكم”، وهو وزير الحربية السوري، الذي توفي في معركة ميسلون العام 1920 أثناء مواجهته الجيش الفرنسي.

كما نشرت الصفحة صورة لقبضة تربط كلمتي الجيش والشعب كتب تحتها “الجيش والشعب يد واحدة .. يدًا بيد نصنع الغد…كرامة وانتصار”.

واشارت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” الى اصابة “سبعة من عناصر الشرطة والامن اليوم (الجمعة) باعتداءات قام بها عدد من المتجمعين في دير الزور”.

ونقلت الوكالة تصريحًا لمحافظ دير الزور حسين عرنوس، قال فيه ان “الاصابات نجمت من استخدام المتجمعين للحجارة والادوات الحادة والسكاكين ضد عناصر الشرطة والامن الذين وجدوا للحفاظ على الامن”.

من جهته اشار التلفزيون السوري في شريط عاجل الى أن “مسلحين في جديدة عرطوز (ريف دمشق) يطلقون النار على قوات حفظ النظام” من دون الاشارة الى وقوع اصابات.

كما نقل عن مراسليه في المحافظات السورية ان عشرات الاشخاص هاجموا عناصر حفظ النظام امام جامع الحسن في حي الميدان، في وسط دمشق، بأدوات حادة.

ولفت التلفزيون الى “تجمعات” عدة ضمت 150 شخصًا في القامشلي، و300 شخص في حماه، وفي البوكمال والميادين والقورية (شرق) والعشرات في طرطوس الساحلية (غرب)، و150 شخصًا في عامودا، و100 شخص في الدرباسية، والعشرات في رأس العين (شمال شرق).

واوضح التلفزيون ان هذه التجمعات انفضت من تلقاء نفسها من دون “احتكاكات”. ياتي ذلك فيما انضم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الجمعة الى الرئيس الاميركي باراك اوباما في مطالبة الرئيس السوري بشار الاسد، الذي يواجه حركة احتجاج قوية، بقيادة عملية تحول ديموقراطي لبلاده او التنحي.

وقال ساركوزي في مؤتمر صحافي في ختام قمة مجموعة الثماني في دوفيل (شمال غرب) “هل يمكن ان اقول ذلك؟ نعم. واوباما اصاب في قولها”.

وكان الرئيس الاميركي اكد في 19 ايار/مايو ان “الرئيس الاسد الان امام خيارين. قيادة مرحلة انتقالية او التنحي”.

وهي المرة الاولى التي تتحدث فيها فرنسا بهذا الوضوح عن رحيل الاسد من السلطة. حيث كانت السلطات الفرنسية تكتفي حتى الان بالمطالبة بوقف القمع في سوريا واجراء اصلاحات واحترام تطلعات الشعب السوري.

وتهدد مجموعة الثماني سوريا بـ”تحرك في مجلس الامن” الدولي إن لم توقف دمشق قمع التظاهرات، بحسب مسودة البيان الختامي لقمة كبرى الدول الغنية في دوفيل في شمال غرب فرنسا الجمعة.

وتشهد مجموعة الثماني تناقضًا في المواقف بين الغربيين، الذين فرضوا عقوبات على النظام السوري والروس الذين يعارضون تبني أي نص في الامم المتحدة يدين قمع التظاهرات في سوريا.

ومن تركيا، عبّر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الجمعة في اتصال هاتفي اجراه الجمعة مع الاسد “عن حرص بلاده على العلاقة الاستراتيجية بين البلدين والشعبين الصديقين والحفاظ على مستوى هذه العلاقة وتطويرها في المستقبل”، حسب ما افادت وكالة الانياء الرسمية السورية (سانا).

واضافت الوكالة ان اردوغان اكد “وقوف تركيا الى جانب سوريا وحرصها على امنها واستقرارها ووحدتها”.

وجدد الاسد واردوغان “عزمهما على الاستمرار بهذه العلاقة الحارة والشفافة والارتقاء بها لما فيه خدمة البلدين والشعبين والمنطقة برمتها”.

ياتي تطور هذه الاحداث غداة بدء مجلس الامن الدولي دراسة مشروع قرار يحذر سوريا من “جرائم ضد الانسانية”، قد تكون ارتكبت، لكنه امتنع عن تهديدها بفرض عقوبات.

ويندد مشروع القرار، الذي وضعته فرنسا وبريطانيا والمانيا والبرتغال، وتم توزيعه الاربعاء، بالعنف الذي يمارسه النظام السوري برئاسة بشار الاسد، ويطالب بالسماح لفرق المساعدات الانسانية بالدخول الى المدن السورية.

كما حصلت منظمة العفو الدولية الخميس على تسجيل فيديو، يظهر عناصر من قوات الامن السورية وهم يطلقون النار بهدف القتل في محاولة لقمع الحركة الاحتجاجية التي تشهدها البلاد.

وقال فيليب لوثر نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال افريقيا في المنظمة “هذه الصور غير العادية التقطها سوريون جازفوا بحياتهم لتوثيق المحاولات القاسية التي تقوم بها السلطات لارهاب الحركة المؤيدة للاصلاح، وثنيها عن الخروج الى الشوارع”.

وتهزّ سوريا موجة احتجاجات غير مسبوقة منذ منتصف اذار/مارس، اسفرت عن مقتل نحو 1062 شخصًا، واعتقال اكثر من عشرة الاف شخص، بحسب منظمات حقوقية، ما دفع باوروبا وكندا والولايات المتحدة الى فرض عقوبات على الرئيس بشار الاسد.

وتتهم سوريا “مجموعات مسلحة لتنظيمات سلفية” بقتل عناصر الجيش والشرطة والمدنيين. واعلن مصدر عسكري لوكالة فرانس برس الخميس ان “حصيلة الضحايا لدى القوى الامنية والعسكريين بلغت 112 شهيدًا و1238 جريحا”، بينما قالت وزارة الداخلية ان الاحداث اسفرت عن “31 شهيدا وجرح 619 من عناصر قوى الامن الداخلي (الشرطة)”.
ايلاف

مناقشة

لا توجد تعليقات حتى الآن.

أضف تعليق