//
you're reading...
دكتاتورية

القصة المأساوية لسالمة بوحبوطة.. “القذافي أمر بتصفية أبنائي الثلاثة”

اكبر مجرم في القرن الحادي والعشرين (معمر القذافي)

من بنغازي- محمد عبد الحميد عبد الرحمن- إذاعة هولندا العالمية/ عانت غالبية الشعب الليبي بشكل أو بآخر من حكم القذافي البالغ 42 عاما. ولكن مأساة الحاجة سالمة محمد علي بوحبوطة البالغة من العمر 60 عاما كانت اعظم واستمرت لوقت اطول. ولكنها مع ذلك فرحت لبزوغ عهد جديد في ليبيا.

لعشر سنوات كاملة كان على الحاجة سالمة، أن تسافر مئات الكيلومترات من بنغازي الي طرابلس في كل شهر أو شهرين، حاملة معها الاكل والملابس والأغطية إلى سجن بوسليم حيث يقبع أبناؤها الثلاثة. كل ذلك دون ان تعلم أن الأغطية والملابس لن تصل إليهم.. لأنهم كانوا قد قتلوا في السجن، دون علمها. كانت تذهب كل شهر بأمل ان يسمح لها برؤيتهم أو رؤية أحدهم، ولكن بلا جدوى.

• “كلاب ضالة”
“إبني الاكبر صالح الشراني اعتقل في سبتمبر من العام 1988 حينما كان في طريقه للبيت عائدا من من اداء العمرة. كان وقتها في الثامنة عشرة من عمره. بعدها بسنة واحدة تم اعتقال أخويه عبدالسلام 16 عاما و عاشور 17 عاما. تقول بوحبوطه مضيفة: لم يرتكبوا جرما. كانوا متعودين على زيارة المسجد بانتظام وهو أمر كاف لاتهامهم بالتعاطف مع السلفيين. آخر مرة رأيت فيها ابنائي كانت في العام 1990. تنهمر دمعة من عينيها لتمسحها وتواصل. “عندما زرت السجن في الشهر الذي يليه قال لي الضابط المسؤول: اذهبي بعيدا، سوف لن تري هذه الكلاب الضالة مرة أخرى”.

بعد ذلك واظبت الحاجة سالمة على الزيارة الشهرية للسجن حاملة معها الطعام والملابس والأغطية.. دون أن يـُسمح لها بلقاء أبنائها.
قـُتل الشبان الثلاثة الذين كانوا في العشرينيات من أعمارهم في مذبحة سجن بوسليم المشهورة في طرابلس في يونيو من العام 1996 .

• تواريخ المأساة
كان عبدالرحيم ابن بوحبوطة يجلس الى جوارها في غرفة المعيشة ببيتهم في بنغازي حيث تحدثت اليها، يذكرها بين فينة واخرى بتواريخ مأساة الاسرة. في العام 2000 اكتشفت الأسرة أن ابناءها الثلاثة قد قتلوا منذ أربع سنوات خلت. لم يعترف النظام بموت 1200 من السجناء السياسيين الا في العام 2006 ليبلغ أسرهم رسميا بذلك.

كانت الحاجة سالمة بوحبوطة هادئة ومرتبة في حديثها الى أن وصلت الى نقطة التعويضات التي عرضها القذافي على اسر ضحايا مذبحة سجن بوسليم .
“عرض علينا القذافي مبلغا يعادل 60 الف يورو في الوقت الذي دفع فيه 3 ملايين دولار عن كل امريكي راح ضحية لوكربي فحياة الليبيين لا تساوي شيئا بالنسبة له”.
اسر ضحايا مذبحة سجن بوسليم على قناعة تامة بأن القذافي شخصيا قد أمر بتنفيذ المذبحة “سوف لا ينجو مما اقترفته يداه يجب محاكمته مع من نفذوا أوامره”. كما تطالب سالمة بوحبوطه بالكشف عن مكان المقبرة الجماعية والتعرف على الجثث وتسليمها لاسرها حتى توارى الثرى بشكل لائق وكريم.

• حفل الزفاف
آخر مرة تذهب فيها سالمة بوحبوطة لسلطات الأمن كانت منذ اسبوعين حين تم اعتقال ابنها الرابع فرج، مع محاميه فتحي تربل في الخامس عشر من فبراير الماضي، وهو الاعتقال الذي اشعل شرارة الثورة التي تهدد بالاطاحة بالقذافي ونظامه الان.

حينما اجريت هذا اللقاء مع سالمة بوحبوطة لم يكن ابنها فرج بالبيت، حيث ينشغل بالأعداد لحفل زفافه يوم السبت. فالحياة تواصل مسيرتها ولبوحبوطة كل الحق في الفرح بعد كل ما عانته. سيتزوج فرج والقذافي يقارب نصيبه المحتوم، وهي تحصل على الاهتمام والدعم اللذين افتقدتهما لسنوات. أما أنا فقد تمت دعوتي لحضور حفل الزفاف.

 

مناقشة

لا توجد تعليقات حتى الآن.

أضف تعليق